تخيل أنك تتنقل عبر تضاريس خطيرة، أو تجري عمليات سرية، أو تشارك في القتال - كل ذلك تحت جنح الظلام، وبالنسبة للجنود، يمكن أن تكون القدرة على الرؤية بوضوح في الليل هي الفارق بين النجاح والفشل، وهنا يأتي دور تكنولوجيا الرؤية الليلية العسكرية، التي توفر ميزة تكتيكية كبيرة في ساحة المعركة.

واعتمدت أقدم أشكال الرؤية الليلية العسكرية على تضخيم الضوء الطبيعي، واستخدمت المناظير، التي تم تطويرها خلال الحرب العالمية الثانية، عدسات كبيرة لجمع ضوء النجوم وضوء القمر الخافت، وتكثيفه لإنشاء صورة قابلة للاستخدام، وعلى الرغم من التقدم الكبير في ذلك الوقت، كانت هذه الأجهزة ضخمة، وتوفر رؤية محدودة، وتعتمد على بعض الضوء المحيط.

وتستخدم أجهزة الرؤية الليلية هذه أنبوب تكثيف الصورة الذي يضخم الضوء المحيط الموجود، بما في ذلك ضوء النجوم، والضوء تحت الأحمر (غير المرئي للعين المجردة)، والإشعاع الحراري، ويتم بعد ذلك عرض الصورة المكبرة على شاشة ليتمكن المستخدم من رؤيتها

ولا يعتمد أجهزة التصوير الحراري على أي مصدر ضوء خارجي، وبدلاً من ذلك، تكتشف الاختلافات في التوقيعات الحرارية المنبعثة من الأشياء، مما يخلق صورة واضحة حتى في الظلام الدامس أو من خلال الضباب والدخان،و التصوير الحراري أكثر تكلفة، ولكنه يوفر أداءً متفوقًا في جميع الظروف الجوية.

فوائد الرؤية الليلية في ساحة المعركة :

- الوعي المعزز بالموقف: تسمح الرؤية الليلية للقوات برؤية مواقع العدو والعقبات والقوات الصديقة في بيئات الإضاءة المنخفضة، مما يحسن قدرتهم على التنقل واتخاذ القرارات التكتيكية.

- العمليات السرية: تمكن الرؤية الليلية الجنود من إجراء العمليات تحت جنح الظلام، والبقاء غير مكتشفين من قبل الأعداء الذين يفتقرون إلى تكنولوجيا مماثلة.

- زيادة الفعالية في جميع الأحوال الجوية: يسمح التصوير الحراري للقوات بالرؤية من خلال الدخان والضباب وحتى أوراق الشجر الخفيفة، مما يوفر ميزة كبيرة في ظروف ساحة المعركة الصعبة.

- تحسين القتال عن قرب: تمنح الرؤية الليلية للجنود رؤية واضحة في المواقف التي تتطلب القتال عن قرب، حيث قد تكون المشاهد التقليدية غير فعّالة.

وتتطور تقنية الرؤية الليلية العسكرية باستمرار، وتؤدي التطورات في معالجة الصور والتصغير وتكنولوجيا الاستشعار إلى أجهزة رؤية ليلية أخف وزناً وأكثر إحكاما وأعلى دقة، بالإضافة إلى ذلك، يعمل التكامل مع أنظمة الجندي الأخرى، مثل مشاهد الأسلحة والشاشات المثبتة على الخوذة، على تحسين الوعي العام بساحة المعركة وفعاليتها.